مــدخــل: القسط عنــوان الدرس: حق الله: الاعتزاز بالإسلام

 مــدخــل: القسط 

عنــوان الدرس: حق الله: الاعتزاز بالإسلام



الوضعية المشكلة:

بعد حصوله على شهادة الباكالوريا أراد مراد أن يسافر إلى فرنسا لإتمام دراسته الجامعية، وفي جلسة عائلية له قبل أن يغادر أرض الوطن نصحه أخوه إلياس قائلا: إذا أردت أن تكون لك مكانة هناك فلا تصرح لأحد بأنك مسلم، فالإسلام عندهم مرتبط بالتخلف والرجعية، وهو دين لا علاقة له بالتطور والتقدم الحضاري. فرد عليه والده قائلا: بل افتخر بدينك يا بني، وكن معتزا بأنك مسلم، واعلم أن الله سيجعل لك مكانة بذلك.

الإشكال الذي تطرحه الوضعية هو: هل الاعتزاز بالدين يمنحنا قيمة في المجتمع أم لا؟

قراءة الأسناد المؤطرة للدرس :

سورة يس/ 19-24

سورة المنافقون/8

سورة فصلت/32

قاموس المعاني :

رجل: جاء في تفسير الجلالين أن اسمه حبيب بن النجار

يسعى: يمشي بسرعة

فطرني: خلقني

يقولون: أي المنافقون

الأعز: يقصدون به أنفسهم

الأذل: يقصدون به المسلمين

العزة: الغلبة

مضامين النصوص المؤطرة للدرس :

النص1: إخبار الله بقصة الرجل المؤمن، وبيان اعتزازه بدينه وشجاعته في قول الحق ومواجهة الباطل رغم التهديد

النص2: بيان توهم المنافقين بأن لهم العزة، والتأكيد على أن العزة لله وللرسول وللمؤمنين

النص3: بيان قيمة الدعوة إلى الله والعمل الصالح والاعتزاز بالإسلام

المحور الأول: مفهوم الاعتزاز ومركزيته في الإسلام

الاعتزاز مشتق من العزة، وهي في اللغة تدل على القوة والغلبة وفي الاصطلاح: حالة نفسية تصاحبها قوة معنوية، تنبثق منهما أقوال وأفعال تدل على الشعور بالفخر والاستعلاء والاستقلال عن الآخر المخالف، وعلى صدق الانتماء لهذا الدين مع تواضعٍ ورحمة.

والاعتزاز بالإسلام يصدر من قوة الإيمان ومن مدى تعلق الفرد بربه. فهو قوة معنوية تجعل المؤمن يعتز ويفتخر بدينه، فلا يضعف ولا يذل أمام أي قوة. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لقد كنّا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".

المحور الثاني: دلالة العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وتجلياتها في المعتقد والسلوك

إن العزة الحقيقية منشؤها من الله، فهو الذي يعز ويذل، قال تعالى: ((قل اللهم مالك الملك توتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير))، وكل عزة لعزيز من الخلق تندرج تحتها. قال تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين)) فعزة الله: قوته القاهرة، وعزة رسوله: إظهار دينه على الأديان كلها، وعزة المؤمنين: نصر الله إياهم على أعدائهم.

ومن تجلياته في معتقد المؤمن وسلوكه:

– الارتباط بالله عز وجل إيمانا ويقينا ودعاء وتوكلا وخوفا

– التعلق بكتاب الله قراءة وتدبرا وتطبيقا ودعوة

– الثقة بنصر الله وانتصار الدين، والشعور بالرضى عن الذات والثقة بالنفس

_ الجهر بكلمة الحق دون خوف أو تردد

_ عدم التساهل في أداء الفرائض والواجبات

المحور الثالث: نماذج من الصادقين المعتزين بالإسلام

ü     نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جهر بكلمة الحق أمام قوى كانت تهابها كل العرب

ü     بلال بن رباح، الذي كان يعذب أشد العذاب على أن يكفر بالإسلام فيصدع قائلا: أحد أحد

ü     سلمان الفارسي، وهو القائل: أبي الإسلام لا أبا لي سواه ... إذا افتخروا بقيس أو تميم

ü     أبو ذر الغفاري، حيث جهر بكلمة لا إله إلا الله بأعلى صوته قرب الكعبة، رغم أن رسول الله أوصاه أن يكتم إسلامه، وكان في مرحلة الدعوة السرية

سعد بن أبي وقاص، فقد كان يقول لأمه لما امتنعت عن الطعام من أجل أن يكفر بالإسلام: "والله لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا".

تمحيص الفرضيات:

الفرضية الصحيحة هي أن الاعتزاز بالإسلام يمنح للمسلم قيمة ومكانة عظيمة عند الله وعند الناس 


المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق