مــدخــل: الإقتداء عنــوان الدرس: فقه السيرة: الغايات والمقاصد

 مــدخــل: الإقتداء

عنــوان الدرس: فقه السيرة: الغايات والمقاصد



الوضعية المشكلة:

نشر أحد زملائك على حسابه في الفيسبوك تدوينة مفادها أننا في حاجة إلى درسة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. فقد استطاع أن يغير العالم بأخلاقه، وليس بسيفه، فكانت التعاليق كالاتي:

محمد أمين: صحيح أخي، نحن في حاجة إلى ذلك، يقول الله تعالى في وصف نبيه: ((وإنك لعلى خلق عظيم))

ملحد وأفتخر: بماذا ستفيدنا دراسة حياة هذا الإرهابي الذي كان يخير الناس بين أن يدخلوا إلى الإسلام أن تقطع أعناقهم، وإلا فبماذا نفسر غزواته مع قومه.

الأسناد المؤطرة للدرس :

·       قال تعالى: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)). سورة الأحزاب، الآية 21

يقول الفيلسوف الفرنسي Jean-Jacques Rousseau :“لم ير العالم حتى اليوم رجلا استطاع أن يحول العقول، والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد إلا “محمداً” (العقد الاجتماعي)

مضامين النصوص المؤطرة للدرس :

· بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم هو النموذج الذي يمكن أن يقتدي به من أراد الفوز في الآخرة

· الاعتراف بأن النبي صلى الله عليه وسلم استطاع أن يرد الناس من عبادة الخلق إلى عبادة الخالق.

المحور الأول: مفهوم السيرة النبوية

السيرة في اللغة : هي الطريقة والسنة والحالة، وفي الاصطلاح:  عرفت بمجموعة من التعاريف، منها:

-        مجموع الأخبار التي نقلت إلينا حول حياة النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته

-        علم يختص بجمع الروايات المتعلقة بحياة رسول الله من ولادته إلى وفاته

والحقيقة أن السيرة النبوية ليست مجرد سرد للأخبار المتعلقة بحياة رسول الله وغزواته، وإنما هي "الترجمة الحقيقية للقرآن والتطبيق العملي لأحكامه"، ولذلك كان جواب أم المؤمنين عائشة لما سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم: "كان خلقه القرآن".

المحور الثاني: عناية المسلمين بالسيرة النبوية

كان أول من اهتم بتدوين السيرة النبوية هم الصحابة والتابعون، وهؤلاء لم يكونوا يكتفون بتدوينها، وإنما كان يطبقونها في حياتهم؛ من خلال الاقتداء برسول الله في أقواله وأفعاله وجميع سلوكه.

بعد ذلك أصبحت السيرة النبوية علما من العلوم التي اهتم العلماء المسلمون بالتأليف فيها، ومن أول ما ألف فيها كتاب "المغازي" لابن إسحاق، وكتاب "المغازي" للواقدي، وكتاب "سيرة ابن هشام". وهذه اهتمت فقط بجمع الروايات المتعلقة بحياة رسول الله وغزواته.

وبعد مدة من الزمن تطور التأليف في السيرة النبوية فأصبح التأليف في فقه السيرة، أي في الدروس التي يمكن استفادتها من السيرة، سواء على المستوى الدعوي والتربوي، أو على المستوى السياسي والعسكري، أو على مستوى التدبير الاقتصادي. ومن ذلك:

-        السيرة النبوية: دروس وعبر لمصطفى السباعي

-        فقه السيرة النبوية: للشيخ سعيد رمضان البوطي

-        فقه السيرة النبوية: للشيخ محمد الغزالي

المحور الثالث: غايات ومقاصد دراسة السيرة النبوية

-        فهم القرآن الكريم، لأن أحداث السيرة تفسر آيات القرآن الكريم

-        معرفة أحكام الدين، من خلال تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم لها

-        معرفة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم باعتباره رسولا، رئيس دولة، قائدا عسكريا، مدبر اقتصاديا، معلما ومربيا، إنسانا عاديا

تمثل أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الروحية والعملية

تمحيص الفرضيات :

الفرضية الصحيحة هي أننا في حاجة إلى دراسة السيرة النبوية والاستفادة منها



                         









المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق