مــدخــل: الإقتداء عنــوان الدرس: إكمال الدين ووفاة الرسول
مــدخــل: الإقتداء
عنــوان الدرس: إكمال الدين ووفاة الرسول
الوضعية
المشكلة:
حضرت إحدى المجالس العلمية فأثير نقاش بين شخصين حول ضرورة الاجتهاد في الدين؛ أحدهما يقول بضرورة الاجتهاد، بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ولم يجب عن كل الإشكالات التي يمكن أن تواجه الناس في حياتهم، والثاني يرى أن الدين كامل، وأنه لا يحق لأحد أن يزيد فيه أو ينقص.
الأسناد المؤطرة للدرس:
قال الله تعالى:﴿اليوم أكملت لكم دينكم
و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا
﴾ سورة المائدة/4
قال تعالى:﴿و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ﴾ سورة ال عمران/
قاموس المعاني:
الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ:
أَحْكَامه وَفَرَائِضه فَلَمْ يَنْزِل بَعْدهَا حَلَال وَلَا حَرَام.
وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي:
بالهداية إِلى الإيمان وإِكْمَالِ الدين
رضيت لكم الإسلام دينا: ارتضيته لكم
فالزموه ولا تفارقوه
خلت: سبقت ومضت
انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابكُمْ: رَجَعْتُمْ إلَى الْكُفْر
مضامين النصوص المؤطرة للدرس :
-بيان الاية الكريمة إكمال الدين والدعوة إلى الإلتزام به
-توضيح الآية أن مهمةالرسول هي تبليغ الرسالة، وبيان أن الرسالة مستمرة بعد وفاته
المحور
الأول: مفهوم إكمال الدين
كل ما يعنيه مفهوم إكمال الدين أن
الله تعالى بين لعباده من خلال القرآن والسنة جميع أمور دينهم، وقد أعلن ذلك صراحة في الآية التي نزلت على رسول الله في حجة الوداع ((اليوم أكملت
لكم دينكم)). وهي الحجة التي كانت فرصة ليعلم النبي صلى الله عليه وسلم صحابته
ويعلم أمته كذلك آخر ركن من أركان الإسلام وهو الحج، ولذلك خاطبهم قائلا: ((خذوا
عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا)). كما ألقى فيها خطبة لخص من خلالها
أحكام الدين ومقاصده الكبرى، مؤكدا أن لا حلال إلا ما أحل الله، ولا حرام إلا ما
حرم الله.
المحور
الثاني: مرض الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته
لما اشتد المرض برسول الله وأحس
بسكرات الموت جعل يدخل يديه في إناء به الماء ويمسح بهما وجهه ويقول: لا إِله إِلا
الله إِن للموت سكرات. ثم ثَقُل واشتدّ وجعه حتى لم يستطع النطق، فكان يقول: مع الذين
أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني،
وألحقني بالرفيق الأعلى، فكان آخر ما قاله: اللهم بالرفيق الأعلى ثلاثًا.
وكانت وفاته يوم الاثنين الثاني عشر من
ربيع الأول من السنة الحادية عشرة من الهجرة، وعمره ثلاث وستون سنة، وفي يوم الثلاثاء
غُسّل وكُفن في ثياب بيض ثلاث. ودُفن في مكانه الذي توفي فيه في بيت عائشة رضي الله
عنها. وصلّى الناس عليه أرسالا لا يؤمهم أحد.
المحور الثالث: الاجتهاد في الدين بعد
وفاة الرسول
قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن الصحابة يجدون أي إشكال في الإجابة عن أسئلة دينهم، إذ كان الرسول يجيبهم، لكن ما إن توفي رسول الله حتى وجد الصحابة أنفسهم أمام مستجدات ونوازل لم تكن في عهد رسول الله؛ وهو ما جعلهم ينقسمون إلى طائفتين، طائفة تقول بضرورة الاجتهاد وإيجاد الحلول، وطائفة أخرى تدعو إلى التحفظ، خوفا من الزيادة في الدين. لكن لما رجعوا إلى نصوص القرآن والسنة وجدوا أن الله تعالى أعطى هامشا كبيرا للعقل، ليجتهد في القضايا الدينية في ضوء الوحي، ووجدوا أن الوحي شجع على الاجتهاد وأنكر التقليد، ومنح العلماء سلطة التشريع إن توفرت فيهم الشروط، ليبقى رسالة الإسلام رسالة متجددة في كل زمان ومكان
تمحيص الفرضيات :
الفرضية الصحيحة هي أن الله أتم دينه من حيث المبادئ العامة والمقاصد الكبرى للدين، لكنه أعطى هامشا كبيرا للعقل المسلم ليجتهد ويجيب عن النوازل والمستجدات في ضوء مبادئ الوحي ومقاصده